هل يتوجب على الأطفال أخذ هرمونات النمو بشكل منتظم لزيادة أطوالهم حتى وإن لم يكن لديهم مشكلات صحية تستدعي ذلك؟ على مدى سنوات عديدة احتدم الجدل بين أطباء الأطفال حول هذا الموضوع. وقد بينت إحدى الدراسات التي نشرت في المجلة الطبية «نيو إنجلند» مؤخراً أن الأطفال من الجنسين الذين يتناولون هرمونات النمو منذ صغرهم حتى مراحل نضوجهم المتقدمة قد يزيدون من طولهم ما يقارب البوصتين فقط. وتؤكد الدراسة المذكورة أن الباحثين قد توصلوا إلى هذه النتيجة بعد أن تتبعوا نمو 80 طفلاً تناولوا هرمونات النمو منذ صغرهم إلى أن صاروا كباراً. ولقد كان من المتوقع أن يصل طول هؤلاء الأطفال دون مساعدة هرمونات النمو إلى خمس أقدام وثلاث بوصات، ولكنهم وبعد أخذ الهرمونات بلغ طولهم خمس أقدام وخمس بوصات. وبالنسبة للإناث منهم فكان معدل النمو بالمستوى نفسه، حيث بلغت أطوال البنات باستخدام الهرمون إلى خمس أقدام بدلاً من أربع أقدام وعشر بوصات. وكانت الشركة الصانعة للهرمونات هي التي مولت هذه الدراسة بشكل جزئي. والسؤال الذي يطرحه الآباء والأطباء هو: هل من الضروري أخذ تلك الهرمونات طوال تلك السنين ليزداد طول الطفل بوصتين عن المعدل؟ علماً أن تكلفة هذه الهرمونات تصل إلى 20 ألف دولار سنوياً تقوم بعض شركات التأمين بتغطيتها، أما بعض الشركات الأخرى فلا تدفع مقابلاً لهذه التكاليف. ومن الجدير بالذكر أن الهرمونات لا تترك آثاراً جانبية خطيرة على الجسم. يقول الدكتور ريموند هينتز أحد المشاركين الرئيسين في تلك الدراسة من جامعة ستانفورد إن هناك أسباباً نفسية تستدعي اللجوء إلى تلك الهرمونات «إن نظرة المجتمع للعقار سبب من تلك الأسباب مثل نظرته لكبار السن أو للجنس». أما الدكتورة شارون دوبر فيلد من جامعة كولومبيا فإنها تبدي قلقاً حيال الأخطار التي تترتب على أخذ تلك الهرمونات على المدى البعيد من أجل سبب جمالي فقط، وتقول «أعتقد أن بإمكان الطفل القصير أن يكون سعيداً كما أن بإمكان الطفل الطويل أن يكون سعيداً. فهناك أسباب كثيرة للسعادة لا تقتصر على طول الشخص فقط». نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد