تطور الطفل الروحي والنفسي
يشمل تطور المشاعر و الأفكار و القيم و الخيال و المحاكمة و التقييم الذاتي لدى الطفل في مراحل نموه حتى
الرشد وكذالك التطور الاجتماعي و علاقته مع البيئة و المجتمع المحيط به .
وضعت نظريات لفهم هذا التطور أهمها نظرية فرويد , و نظرية أريكسون . ففي مرحلة الرضاعة يعتمد
على مدى تفاعل الأم و الأهل في تلبية حاجيات الطفل و التعامل معه فيكتسب الثقة بهم وعكس ذالك يولد شعور
الارتياب ويظهر ذالك على تصرفات الطفل .
في مرحلة الدارج من سنة إلى 3 سنوات يميل الأطفال إلى ممارسة رغبتهم و حب الاختيار بنفسهم و كذالك التحكم
بأنفسهم وهنا يأتي دور الأهل ليتفهم ذالك وأن لا تكثر اللاءات فلا يشعر الطفل بالاستقلالية فيصبح غير واثق
ويشك في قدرته على فعل الأشياء بنفسه و يؤدي إلى الشعور بالخجل و الشك .
في سن 4 والى 6 سنوات أي مرحلة ما قبل المدرسة يبدأ الطفل بالمبادرة فيخرج ليلعب مع أقرانه ويقوم بنشاطات
مختلفة ويستمتعوا بانجازاتهم و مهاراتهم فإذا لم يتاح لهم المجال بالمبادرة وأن يقوموا ببعض الأعمال بطريقتهم
تحت الإشراف المعقول يشعرون بالارتباك والشعور بالذنب لأنهم بادروا .
في سن 6 و حتى 12 سنة عندهم حب المعرفة و الاستطلاع و كذالك حس المثابرة وهم تواقون للتعلم على الأهل
تشجيعهم و تفهم مقدراتهم ولا يكثر اللوم لأن ذالك يفقدهم الاهتمام بالمهمات المطلوبة منهم ويولد الشعور بالدونية .
إما في سن البلوغ يصبح لهم رؤية خاصة بشخصيتهم وهويتهم وأنهم متكاملون فيجب تفهم ذالك وتديم النصح
والإرشاد ليقوم بدوره على هذا الأساس والعكس سيولد عنده الإرباك .
وضع الأسرة السليم القائم على التوافق الخالي من التناقضات و الاضطرابات يخلق بيئة مناسبة لنمو الطفل النفسي
في مراحله المتتالية ويميل الأطفال عند تعرضهم للصعوبات بخلل فيزيولوجي كاضطراب النوم أو الطعام و يعّبرو عن
الغضب و الخوف لديهم بالانسحاب و تغيير علاقاتهم مع أفراد الأسرة وتراجع في السلوك أو تراجع في العلامات
المدرسية.