موضوع: مشاهدة الاطفال للتلفزيون تؤدي لرفع ضغط الدم السبت يناير 05 2008, 11:06
مشاهدة التلفزيون.. تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال
ضرورة توجيههم للالتزام بمتابعة البرامج لفترة تقل عن ساعتين يومياً
الرياض: «الشرق الأوسط» مشاهدة التلفزيون لا ترتبط فقط بالتسبب بالسمنة لدى الأطفال، بل لها أيضاً علاقة بزيادة احتمالات إصابتهم بارتفاع ضغط الدم. كان هذا من أهم نتائج دراسة الأطباء من أربعة مراكز للبحث في الولايات المتحدة حول علاقة ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ومشاهدة التلفزيون، التي ستُنشر لأول مرة ضمن عدد ديسمبر القادم من المجلة الأميركية للطب الوقائي. وتتطابق هذه النتيجة مع دراسات سابقة كان ملحق الصحة في "الشرق الأوسط" قد عرضها في عدد 28 يوليو (تموز) 2005، وفي عدد 3 مايو (أيار) 2007، التي ربطت بين زيادة عدد ساعات مشاهدة التلفزيون وبين أيضاً تعرض الطفل لدعايات أنواع المأكولات السريعة والمشروبات الغازية والحلويات والمقرمشات من جهة، وارتفاع احتمالات إصابة الأطفال بالسمنة من جهة أخرى.
مشاهدة التلفزيون
* لكن وإن كان من الواضح تأثير دعايات أنواع الأطعمة غير المفيدة هذه على سمنة الأطفال، فإن مجرد مشاهدة الطفل للبرامج التلفزيونية لا يزال محل جدل بين الباحثين في حقيقة تسببه بالسمنة وفي حقيقة تسببه أيضاً بارتفاع ضغط الدم بين هؤلاء الأطفال.
ومن المعلوم أن السمنة ترفع من احتمالات الإصابة المبكرة بمجموعة من عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب. مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واضطرابات الكوليسترول والدهون. وهو ما أثبتت مجموعة من الدراسات الحديثة بدء انتشار الإصابات بها في الواقع بين مَن هم في أعمار مبكرة، مقارنة بما كان في السابق.
والبحث في علاقة مشاهدة التلفزيون بظهور السمنة لدى الأطفال مهم من النواحي الطبية والاجتماعية والتربوية اليوم، لأن سمنة الأطفال تعتبر مشكلة عالمية اليوم في كثير من المجتمعات المتقدمة والنامية، وذات أهمية صحية باعتبار تداعياتها ومضاعفاتها المستقبلية. وعليه فإن وضوح معرفة وصحة ما هو حقيقي من الأسباب البيئية للسمنة، كاقتراح البعض أن ارتفاع عدد ساعات مشاهدة التلفزيون هو أحدها، ذو جدوى في إعطاء نصائح طبية مفيدة. وإلا فإن إطلاق النصائح بإبعاد الأطفال عن وسيلة ترفيهية ومعلوماتية كالتلفزيون، ستكون دونما أساس علمي، وستكون بالتالي بلا فائدة في تخفيف انتشار مشكلة سمنة الأطفال.
ضغط الدم
* وتكون فريق البحث في الدراسة من مجموعة أطباء من فرعي جامعة كاليفورنيا في كل من سان دييغو وسان فرانسيسكو، وجامعة جنوبي ألباما، ومستشفى رادي للأطفال في سان دييغو.
وشملت الدراسة شريحة بلغت حوالي 550 طفلا ومراهقا، ممن تراوحت أعمارهم ما بين 4 إلى 17 سنة، ويتابعون في عيادات الأطفال المتخصصة في معالجة زيادة الوزن في ما بين عام 2003 وعام 2005. وتم الطلب منهم ومن والديهم الإجابة عن مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالسمنة وأسبابها لديهم وسلوكياتهم في الحياة اليومية. وتم تحليل المعلومات المتعلقة بالطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم ومقدار ضغط الدم وعدد ساعات مشاهدة التلفزيون يومياً. ولاحظ الباحثون أن ثمة ارتباطاً وثيقاً وطردياً بين عدد ساعات مشاهدة التلفزيون ومقدار وزن الجسم، وتحديداً بلوغ مراحل السمنة بالتعريف الطبي. كما لاحظوا أمراً آخر يتعلق بعدد ساعات مشاهدة التلفزيون، وهو أن احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم ترتفع مع السمنة حينما تزداد عدد ساعات مشاهدة التلفزيون. لذا فإن الأطفال الذين يُشاهدون التلفزيون لمدة ما بين ساعتين إلى أربع ساعات يومياً عُرضة بمقدار ضعفين ونصف الضعف، ومَن يُشاهدونه أكثر من أربع ساعات عُرضة بمقدار 3.3 ضعف، وذلك للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنة بالأطفال الذين يُشاهدونه أقل من ساعتين. أي أنه كلما زاد عدد ساعات مشاهدة التلفزيون، زادت احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
وقال الباحثون إن دراستهم الحالية تُوضح الحاجة إلى تدخل الأطباء وذوي الأطفال لتقليل وقت مشاهدة الأطفال السمينين للتلفزيون. وأعادوا التذكير بإرشادات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال الناصحة بأن يُمضي الأطفال أقل من ساعتين يومياً في مشاهدة البرامج التلفزيونية، وأن التقارير الواردة للأكاديمية تفيد بأن نصف أطباء الأطفال فقط يُذكر الآباء والأمهات بهذه النصيحة، وأنها تُؤكد أن ثمة دراسات طبية أوضحت بأن مجرد تقليل عدد ساعات مشاهدة التلفزيون يُسهم في تحقيق خفض وزن الجسم لدى الطفل، وتحديداً من دون الطلب من الأطفال زيادة مقدار نشاطهم البدني.