سألتها من انت ...؟ قالت لي : انا دمعة حزينة في عالم بعيد عن جميع البشر , اني ذلك اللحن المنسي بين كلمات الاغاني الحزينة , اني ذلك البركان الكامن بتلك العاصفة المكبوتة , اني تلك الشمعة التي تعشق الاحتراق لتنير درب الاحباب والاصدقاء , والمظلمة في اعماق نفسها , المثقلة بهموم وحزن وتعب , اني تلك الزهرة التي لها عبير وجمال والوان غير مألوفة , ان روحي معلقة بذلك النجم بتلك السماء , وأنت كنت دليلي لمعرفة روحي , وانت من اقتحم قلبي وجعله ينبض حبا مع روحي , لا ادري من اين ينبع نوري هل هو من روحي او روح روحي , وصدقني لست أدري ما هي روحي , ومن هي روحك , لا اقول انهما اتحدتا او انهما توائم , لاني اعتقد ان روحينا روح واحدة , التقتا في ذلك النفق المظلم , في متاهات الحياة , لا تسألني عن زمان او مكان اللقاء او الاسباب , لاني لا اعلم كيف ومتى واين ولماذا , لا أقول أني احبك او اعشقك , ولكنك ذلك الندى الذي لا يفارقني , وتلك البسمة المغلفة بدمعة , وذلك النبع الذي يروي ظمأي , وتلك الشجرة بظلها الذي أجد بها راحتي بعد يوم متعب , انت اشبه بذلك البن البرازيلي بلونه , ونكهته الفلسطينية , وانا كمياه انتشلت من أبار قبة الصخرة المشرفة , حرقتنا نار الغربة والبعد , لتصنع منا قهوة , لها رائحة وطعم ليس كأي قهوة , ولكن اعتدنا ان نشرب قهوتنا تلك , بكل خصوصية , وبعيدا عن الضوضاء والناس , ولكني اقول لك انت من استحق قلبي , ومن استحوذ على روحي , ومن شغل فكري , ولا أدري هل هذا هو الحب ...؟ وكيف يمكن للحب ان ينير قلبي وهو مفعم بالاحزان , وكيف يمكن للحب ان يريح جسدي وهو متعب , وكيف يمكن للحب ان يعطي الامان لفكري , والعمر يمضي ولا استطيع لقاءك او وداعك , حقيقي لا اعلم سر علاقتك بروحي , ولا اعلم كيف يمكن للروح ان تعطي للحياة معنى , ولا اعلم سر مذاق قهوتنا هل هي المياه , او البن , او نار البعد والغربة ......! فلسطين كنعان