سهى سعيد
عدد الرسائل : 9 تاريخ التسجيل : 02/01/2008
| موضوع: توبة رجل على يد ابنته ذات الخمس سنوت الثلاثاء يناير 08 2008, 14:21 | |
| كان هذا الرجل يقطن مدينة الرياض ويعيش في ضياع ولا يعرف >>الله إلا قليلا ، >>منذ سنوات لم يدخل المسجد ، ولم يسجد لله سجدة واحدة .. ويشاء الله عز >>وجل >>ان تكون توبتة على يد ابنته الصغيرة .. >>يروي صاحبنا القصة فيقول : كنت أسهر حتى الفجر مع رفقاء السوء في لهو >>ولعب وضياع تاركاً زوجتي المسكينة وهي تعاني من الوحدة والضيق والألم >>ما >>الله به عليم ، لقد عجزت عني تلك الزوجة الصالحة الوفية ، فهي لم تدخر >>وسعاً في نصحي وإرشادي ولكن دون جدوى . >>وفي إحدى الليالي .. جئت من إحدى سهراتي العابثة ، وكانت الساعة >>تشيرإلى الثالثة صباحاً ، فوجدت زوجتي وابنتي الصغيرة وهما تغطان في >>سبات عميق ، فاتجهت إلى الغرفة المجاورة لأكمل ما تبقى من ساعات الليل >>في مشاهدة بعض الأفلام الساقطة من خلال جهاز الفيديو .. تلك الساعات >>التي >>ينزل فيها ربنا عزوجل فيقول : "هل من داع فأستجيب له ؟ هل من مستغفر >>فأغفر له ؟ هل من سائل فاعطيه سؤاله ؟" >>وفجأة فتح باب الغرفة .. فإذا هي ابنتي الصغيرة التي لم تتجاوز >>الخامسة .. نظرت إلي نظرة تعجب واحتقار ، وبادرتني قائلة : "يا بابا >>عيب عليك ، اتق الله ..." قالتها ثلاث مرات ، ثم أغلقت الباب وذهبت .. >>أصابني ذهول شديد ، فأغلقت جهاز الفيديو وجلست حائراً وكلماتها لاتزال >>تتردد في مسامعي وتكاد تقتلني .. فخرجت في إثرها فوجدتها قد عادت إلى >>فراشها .. أصبحت كالمجنون ، لا أدري ما الذي أصابني في ذلك الوقت ، >>وما >>هي إلا لحظات حتى انطلق صوت المؤذن من المسجد القريب ليمزق سكون الليل >>الرهيب ، منادياً لصلاة الفجر .. >>توضأت .. وذهبت إلى المسجد ، ولم تكن لدي رغبة شديدة في الصلاة ، >>وإنما >>الذي كان يشغلني ويقلق بالي ، كلمات ابنتي الصغيرة .. وأقيمت الصلاة >>وكبر الإمام ، وقرأ ما تيسر له من القرآن ، وما أن سجد وسجدت خلفه >>ووضعت >>جبهتي على الأرض حتى انفجرت ببكاء شديد لا أعلم له سبباً ، فهذه أول >>سجدة >>أسجدها لله عز وجل منذ سبعة سنوات !! >>كان ذلك البكاء فاتحة خير لي ، لقد خرج مع ذلك البكاء كل ما في قلبي >>من >>كفر ونفاق وفساد ، وأحسست بأن الإيمان بدأ يسري بداخلي .. >> >>وبعد الصلاة جلست في المسجد قليلاً ثم رجعت إلى بيتي فلم أذق طعم >>النوم >>حتى ذهبت إلى العمل ، فلما دخلت على صاحبي استغرب حضوري مبكراُ فقد >>كنت >>لا أحضر إلا في ساعة متأخرة بسبب السهر طوال ساعات الليل ، ولما سالني >>عن >>السبب ، أخبرته بما حدث لي البارحة فقال : احمد الله أن سخر لك هذه >>البنت >>الصغيرة التي أيقظتك من غفلتك ، ولم تأتك منيتك وأنت على تلك الحال .. >>ولما حان وقت صلاة الظهر كنت مرهقاً حيث لم أنم منذ وقت طويل ، فطلبت >>من >>صاحبي أن يستلم عملي ، وعدت إلى بيتي لأنال قسطاً من الراحة ، وأنا في >>شوق لرؤية ابنتي الصغيرة التي كانت سببا في هدايتي ورجوعي إلى الله .. >> >>دخلت البيت ، فاستقبلتني زوجتي وهي تبكي .. فقلت لها : ما لك يا >>امرأة؟! فجاء جوابها كالصاعقة : لقد ماتت ابنتك ، لم أتمالك نفسي من >>هول الصدمة ، وانفجرت بالبكاء .. وبعد أن هدأت نفسي تذكرت أن ما حدث >>لي >>ما هو إلا ابتلاء من الله عز وجل ليختبرإيماني ، فحمدت الله عز وجل >>ورفعت >>سماعة الهاتف واتصلت بصاحبي ، وطلبت منه الحضور لمساعدتي .. >>حضر صاحبي وأخذ الطفلة وغسلها وكفنها ، وصلينا عليها ، ثم ذهبنا بها >>إلى المقبرة ، فقال لي صاحبي : لا يليق أن يدخلها في القبر غيرك . >>فحملتها والدموع تملأ عيني ، ووضتها في اللحد .. أنا أدفن ابنتي ، >>وإنما >>دفنت النور الذي أضاء لي الطريق في هذه الحياة ، فأسأل الله سبحانه >>وتعالى أن يجعلها ستراً لي من النار ، وأن يجزي زوجتي المؤمنة الصابرة >>خير الجزاء . >> >> >>من كتاب التائبون إلى الله للشيخ إبراهيم بن عبدالله
| |
|