الإسلام والطفولةجاء الإسلام كآخر دين سماوي وهو يحمل بشاراته العظمى للإنسان وبنائه النفسي والاجتماعي على أفضل ما يكون وكان من البديهي جداً أن يهتم به ويرعاه أكثر وهو طفل وعلى أساس من هذا المنطلق فقد وضع الإسلام قواعده الراقية في تربية الإنسان.
فحدد الدين الإسلامي أن يكون الهدف الأول من الزواج هو بناء أسرة تعيش بسعادة وتربي أطفالها على روح الصلاح وإلا فإن الزواج بدون هذا الهدف السامي معناه ضياع الزوج والزوجة روحياً. والرسول الأعظم (ص) نبّه كثيراً إلى ضرورة أن يكون اختيار شريكة الحياة بالنسبة للرجل على أساسية الأخلاق قبل كل شيء إذ يقول (ص): (تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) فقد اثبتت تجارب الحياة الزوجية أن في التسرع بموضوع اختيار الزوجة نتائج عكسية في أحيان ليست قليلة وغالباً ما يكون ضحايا الاختيار السيء هم الأطفال حيث ينشأوا على الغالب من شاكلة أمهم فيما يتعلق بالسلوكيات والعكس صحيح أيضاً إذا وافقت الفتاة من الزواج برجل لا يقيم وزناً حقيقياً للأخلاقيات الحميدة وإن التمسك بنصيحة الرسول (ص) معناه كسب معركة الصيانة لعائلة محترمة في زمن يكاد أن يصبح فيه حال اختيار الزوجة متأرجحاً بين بين!
لقد اهتم الإسلام بالطفل وأول ما أبدى من اهتمام هو الاهتمام بالطفل القيم والفاقد لأحد أبويه أو كليهما والآية القرآنية (وأما اليتيم فلا تقهر) معروفة تماماً.
وعن الخلل في علاقة الأم بولدها يقول الرسول (ص): (من فرّق بين أم وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة).
ولأن شريعة الإسلام هي شريعة إنسانية الأبعاد فقد أوكل دين الإسلام موضوع (حضانة الطفل) على أمه ونفقته على أبيه وكل النصوص الإسلامية تؤكد حق الأم بهذا الصدد ذلك لأنها أجدى في تربية الطفل وهو ضعيف من أي امرأة أخرى إذ هو قطعة من جسدها وبفضلها أنجب إلى الحياة ليكون فرداً نافعاً في واقع حياتي وأن كان صعباً أحياناً.
ولبيئة العائلة والمجتمع الأثر القوي في أن يجعل الطفل عند كبره صالحاً أو طالحاً والرسول الكريم: نصح البشر إلى الالتزام بتهيئة جو الإيمان والتربية الصحيحة للطفل إذ يقول (ص): (كل إنسان تلده أمه على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) أي هما اللذان يجعلاه غير مسلمٍ ومن ثم يخلقان منه شخصية لا تعي معنى ضرورة مرضاة الله سبحانه وتعالى.
إن الطبع والتطبع فيهما الفارق الفاصل بينهما أن الأول (عفوي – فطري) والثاني (مكتسب – حثي).