مــولــودي _MOWLODY
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


مــــــــــولـــــــودي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تكون غير طفلك الوحيد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لحن الغروب




عدد الرسائل : 9
تاريخ التسجيل : 02/01/2008

كيف تكون غير طفلك الوحيد Empty
مُساهمةموضوع: كيف تكون غير طفلك الوحيد   كيف تكون غير طفلك الوحيد I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 08 2008, 14:38

يُعرض فيلم جديد حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان جاشوا (Joshua) واسم الفيلم على اسم الطفل الوحيد (بطل الفيلم) الذي كان يعيش مع والديه اللذين يُغدقان عليه حناناً وعطفاً كبيرين. كان الطفل الوحيد لأب يعمل في مجال الإستثمارات المالية ووالدة تفّرغت بعد ولادته للمنزل وتربية طفلها. وسارت الأمور بشكل جيد مع الوالدين والطفل حتى رُزق الوالدان بطفلة جميلة، أصبحت محط إهتمام الجميع .. الوالدان، الجد والجدة، الأصدقاء.. الهدايا والأسئلة دائماً عن الطفلة المولودة. أصبح لا أحد يهتم بجاشوا..! الطفل الموهوب في العزف على البيانو والذي كان والداه دائماً يُقدمانه للزوّار ليعزف لهم، وكذلك فخوران ببراعته وتفوّقه في العزف خلال حفلات المدرسة، حيث يُلاقي إستحسان الجميع وثناء الأقارب والأصدقاء. بعد وصول شقيقته أصبح الإهتمام مُنصباً على الصغيرة..خاصةً ولادتها بعد سنوات طويلة من ولادة شقيقها..! تغّير الوضع في المنزل.. صُراخ الصغيرة لا يتوقف، الأم أصبحت عصبية، لا تنام.. الطفلة دائمة الصراخ في غرفتها الخاصة والتي تتصل بجهاز صوتي بين غرفة الوالدين وغرفة الطفلة. إهمال جاشوا، بعد كل هذه السنوات من الرعاية والتدليل والإهتمام بدراسته وتلبية رغباته الطفولية في الذهاب إلى الأماكن التي يُحبها الصغار، ثم فقدان كل ذلك جعلت منه يشعر بأن القادمة الصغيرة هي عدو (بالمعنى الطفولي) وليست شقيقة صغيرة يحبهّا. لم يُقدّمها له أحد بأنها شقيقته الصغيرة التي سوف تكبر معه وتُصبح رفيقةً له وأختا يُلعّبها ويقضي وقتاً طيباً معها بعد سنوات. بهذا المفهوم الطفولي، أصبح جاشوا يذهب إلى غرفة شقيقته الرضيعة التي تنام لوحدها في غرفةٍ، ويقوم ببعض الأعمال الطفولية لجهاز إرسال الصوت إلى غرفة والديه ليُثير قلقهم ويحضروا مُسرعين ليجدوا الطفلة نائمةً في فراشها..! بعد ذلك تعقّدت الأمور أكثر.. أصبحت الأم تُعاني من إكتئاب ما بعد الولادة ولم تعد تستطيع العناية بالطفلة الصغيرة ولا بابنها الأكبر جاشوا. أصبحت ثائرة الأعصاب.. تبكي معظم الوقت، لا تستطيع عمل أي شيء في المنزل .. رفضت العودة لتناول مضادات الإكتئاب (فقد كانت تُعاني من الإكتئاب، وكانت تتناول مضادات الإكتئاب، وقد عانت من إكتئاب ما بعد الولادة حين أنجبت جاشوا). حاول الزوج إقناعها بالعودة ورؤية طبيبها النفسي لكنها ثارت وغضبت وقالت له بأنه هو الذي يُفترض به أن يذهب إلى الطبيب النفسي ( وقد كان الزوج ايضاً يتناول أدوية نفسية لم يتضّح ما نوعيتها). بعد ذلك تُقتل الأم في ظروف غامضة، ويبقى الأب مع جاشوا والطفلة الرضيعة، ويعرف الأب بأن جاشوا هو الشخص الذي يقوم بالحركات المُقلقة وأصبح ينام مع الطفلة في غرفة واحدة يُغلقها عندما ينام ويترك جاشوا خارج نطاق الوصول إلى الطفلة الرضيعة (شقيقته). خلال الفيلم (وهو فيلم يتّسم بالتعقيدات النفسية ويحتاج لبعض التركيز والمُتابعة والمعلومات النفسية، طبعاً ليس بالضرورة بصورة مُتعمقة) . سردت المعلومات في هذا الفيلم وتحدّث عن مشكلة الطفل الوحيد الذي يكون مركز إهتمام الجميع ثم فجأة يُصبح مهملاً بعد إنجاب طفل آخر، خاصة بعد أن يأتي هذا الطفل الجديد بعد سنوات إنتظار طويلة..قد تطول لتصل إلى عشر سنوات. المشكلة أن الوالدين قبل ولادة الطفل، يكونان على دراية بأن ولادة هذا الطفل الجديد سوف تؤثر على الرعاية والعناية والإهتمام والمحبة للطفل الكبير الذي عاش فترةٍ طويلة تعّود فيها على أنه مركز الإهتمام ومحط الأنظار وأن رغباته مُجابة وأن حب الجميع أمرٌ مؤكد لا شكوك فيه..! فجأة يشعر الطفل بأنه أصبح مهملاً..! الأم مشغولة بالطفل الرضيع، الأب يأتي من العمل يذهب مباشرة ليرى الطفل الرضيع، يحمله .. يلاعبه ..بينما الطفل الكبير ينظر في غيض وغضب مكبوت ناقماً على هذا القادم الجديد الذي أخذ كل شيء منه..!. الأهل لا يهتمون لمشاعر الطفل الكبير . حتى عندما يثور الطفل الكبير (كما حدث في فيلم جاشوا، عندما ذهب جاشوا إلى والديه باكياً ويتمسك بهما ويقول : لا أحد يحبني .. لم يُحبني أحد أبداً.. الجميع يكرهني ولا يهتم بي..)، فإن الوالدين يطمئنانه بأن هذا المولود الصغير هو شقيقك أو شقيقتك، ويجب أن تُحبه وتُشاركنا حبه .. فهو شقيقك الذي سوف يُصبح معك عندما يكبُر.. ولكنهما يتناسيان بأن هذا الطفل لا يفهم هذه المشاعر.. كل ما يفهمه هو أن قادم جديد جاء إلى المنزل، أخذ منه كل شيء.. الحب والحنان من الوالدين، وسرق اهتمام الجد والجدة والأخوال والأعمام، وأن الزواّر أصبحوا يحضرون ومعهم الهدايا لهذا الصغير بينما هو لا أحد يسأل عنه؟ هذا هو كل ما يفهمه الطفل.
كما نقول دائماً بأن الطفل يفهم أكثر مما نعتقد.! فقد قام الطفل جاشوا بالبحث في أرشيف أشرطة الفيديو العائلية، حتى عثر على الشريط الذي صورّه والداه عند والدته، وهو طفلهم الأول. صُدم جاشوا عندما شاهد الفيلم، إذ كانت والدته تُعاني من إكتئاب ما بعد الولادة ( وهو كما نُشير دائماً بأن هذا الإضطراب مشهور عند النساء بعد الولادة، ولكن للأسف في كثير من المجتمعات لا يُعرف هذا المرض، وكثيراً ما يُنسب للعين أو الحسد..!) وترفض أن تراه وتبكي وتطلب من الجميع إبعاد الرضيع (جاشوا) عنه وإلا قتلته..! وللأسف فإن إكتئاب ما بعد الولادة قد يتكرر مع كل ولادة. وكذلك فللوراثة دور في هذا الإضطراب، فالمرأة التي عانت والدتها أو شقيقتها من إضطرابات نفسية أو عقلية بعد الولادة قد تكون أكثر عرضةً للإصابة بالإضطرابات النفسية أو العقلية من المرأة التي ليس لديها تاريخ عائلي في الإضطرابات النفسية والعقلية بعد الولادة. وكما للوراثة دور هام في هذا الإضطراب فإن التغيرات الهرمونية عند المرأة بعد الولادة قد تُساعد على هذه الإضطرابات النفسية والعقلية. وللأسف أكرر بأن كثيرا من الأزواج لا يُقّدر ما تُعانيه زوجته بعد الولادة .. إذا كثيراً ما يطلب منها العودة لممارسة دورها كأم وربة منزل وزوجة بعد الولادة بوقتٍ قصير، وإذا كانت الزوجة تُعاني من أحد الإضطرابات النفسية ولا تستطيع أن تُعبّر عما تُعاني منه، فهذا قد يكون مُدعاةً للسخُرية منها، إذا سرعان ما يُفرّغ الزوج غضبه، بأن والدته أنجبت أطفالاً كثيرين وكانت من ثاني يوم تعود لتُمارس دورها كأم وربة منزل وزوجة .. أما نساء هذه الأيام فهن مُدّلعات .. الواحدة فيهن تُنجب طفلاً أو طفلين وتشكو من المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها.. وإذا كانت تعمل فتلك مأسأةٌ آخرى ..!فالمطلوب منها أن تُرّبي الأطفال وتقوم على رعاية الزوج وإدارة المنزل، وإذا أُضيف إلى ذلك إكتئاب ما بعد الولادة ولا يعرف الأهل أو الزوج هذا المرض فإن المرأة الشابة تكون في وضعٍ مُزرٍ لا تُحسد عليه..! وإذا كان هناك أكثر من ثلاثة أطفال فإن وضع المرأة يكون صعباً للغاية، خاصةً إذا كانت لا تحصل على علاج من متُخصصين وأن يؤخذ موضوع إكتئاب ما بعد الولادة بشكلٍ جدي. فهذا قد يؤثر على حياة المولود وربما على حياة الأم نفسها. وتتعقد المشكلة أكثر إذا كان الزوج سلبياً في موضوع مرض الزوجة والصعوبة التي يمر بها الطفل من الحالة النفسية من غيرته من المولود الجديد، بل إن بعض الأزواج قد يسلك سلوكيات تؤثر بشكلٍ مُدمّر على حياة الأسرة بكاملها.. مثل أن يُطّلق الزوج زوجته نظراً لعدم قدرته على تحمّل الضغوط النفسية التي تحدث في المنزل من الطفل والأم وإذا كان هناك أطفال آخرون..! أو أن يتزوج الزوج زوجةً جديدة بحجة أن حياته الأسرية لا تُحتمل .. وإنه يُريد أن يجد الاستقرار وإمرأةٍ تُريحه.. وأنه لم يعد يستطيع تحمّل هذه الأعباء وهذه المشاكل الحياتية في أسرته، لذلك يُريد أسرة جديدة .. ويترك زوجته الأولى دون علاج أو دعم أو مساعدة في تربية الاولاد، بل ربما قتّر على زوجته الأولى وأطفاله منها نظراً لزواجه الجديد والتكاليف المالية التي تكّبدها في زواجه الثاني. الزوجة التي تُعاني من وجود طفل كبير ووصول طفل وليد وغيرة الطفل الكبير من المولود الجديد، وكما أشرنا الى أن ما يُعرف بتدني المزاج عند النساء بعد الولادة بشكلٍ كبير، وهذا إذا أضيف إلى المشاكل التي ذكرناها للمرأة حديثة الولادة وترك زوجها لها أو زواجه من إمرأة أخرى ..كل هذه الأمور مُجتمعة قد تجعل المرأة تدخل في إكتئاب حاد له خطورته على الأسرة أيضاً .. إننا بحاجة للتوعية عن العلاقة بين الطفل ووالدته على وجه الخصوص وغيرة الطفل الكبير من ولادة مولود جديد للعائلة وتحّول الحب والإهتمام بهذا المولود الجديد.. كذلك يجب التوعية بالمشاكل النفسية التي تتعرض لها المرأة بعد الولادة والحاجة إلى الدعم المعنوي والمادي من الزوج والعائلة ..وكذلك الحاجة في بعض الأحيان لعلاج الأم من قِبل أشخاص مختصين وقد تحتاج إلى علاج دوائي، وهذا ليس عيباً ولكن التوعية هي الأساس في موضوع المرأة وتفّهم حالة المرأة بعد الولادة وعدم المقارنة الجائرة بين النساء قبل سنوات بعيدة عندما كانت المرأة تتحمل مصاعب كثيرة ولكنها لا تشكو ولكن ليس ذلك لأنها لم تكن تُعاني بل لأنها كانت مغلوبةً على أمرها وليس لها غير السكوت والصمت على ما تُعاني منه..!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف تكون غير طفلك الوحيد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــولــودي _MOWLODY :: عالم المولود والاطفال-
انتقل الى: