بعد انتظار طويل صدر الهرم الغذائي الاميركي المعدل الجديد، الذي كان من المتوقع ان يصدر تعديله، كما أشار البروفسور «وللتر وللت» من جامعة هارفارد، عام 2002، لكنه تأخر إلى أن صدر في 19 أبريل 2005.
يمثل الهرم الغذائي الاميركي مصدراً معتمداً للنصائح الغذائية وسلوك الحياة اليومية الموجهة لكل الناس بدءاً من سنتين وما فوق من العمر بما يؤمن حاجتهم منها للتمتع بالصحة وبما يقلل فرص الإصابة بالأمراض المزمنة، فهو لم يقتصر على الغذاء بل شمل جوانب تتعلق بالرياضة كما يبدو من السلم الذي يتسلقه الإنسان كرمز لها، الأمر الذي دعا إلى إطلاق اسم «هرمي» عليه بدلاً من الهرم الغذائي، أي أنه يغطي جانباً واسعاً من وسائل الوقاية من الإصابة بالأمراض، وربما يأتي يوم يتم تطويره ليصدر بهيئة تشمل جميع الوسائل الواقية من الأمراض بشكل عام كالحوادث والأمراض المعدية مثلاً، وهذا ما يفرضه المنطق ما دام حصل تطور يشمل الرياضة ليكون أكثر فائدة وهو ما ستشترك العديد من الهيئات في إعداده، وإن كان واضعوه حددوا الخطوة التطويرية التالية لتسهل للإنسان النظر إلى أنواع الأطعمة اليومية والمفضلة لمعرفة كمية محتواها الغذائي من العناصر الأساسية وغيرها.
* حلة جديدة
* يوضح الهرم بحلته الجديدة المطورة:
1ـ خطة الغذاء: فيزود الإنسان أياً كان عمره وجنسه ومستوى نشاطه البدني بتحديد سريع لمقدار حاجته اليومية من مجموعات الغذاء الرئيسة.
2 ـ طريقة التطبيق: عبر إعطائه مزيداً من المعلومات عن نوعية الغذاء وكمية النشاط الرياضي اللازم مقارنة بحالة المرء اليوم بما يساعده على المحافظة على وزنه إن كان طبيعياً أو التخفيف منه لو كان زائداً.
3 ـ داخل الهرم: بما يعطي معلومات أكثر عمقاً حول كل مجموعة غذائية على حده بطريقة تعتمد على تحديدها بالوسائل البسيطة كالكوب والأونصة بأمثلة من غذاء الحياة اليومية، إضافة إلى الإرشاد إلى أفضل الزيوت وكمية الطاقة وفترة ممارسة الرياضة.
4 ـ البدء في التطبيق: عبر أمثلة مناسبة لكل عمر وجنس وعلى اختلاف الوزن بما يشمل النقاط السابقة كلها.
ويوضح الشكل المرافق كيفية حساب النشاط البدني والوجبة اليومية لشخص يحتاج 2000 كيلو كالوري يومياً من «هرمي» ويحتاج إلى قراءة متأنية.
* حاجة الإنسان
* يحتاج كل منا ثلاثة أمور كي يعيش حياة صحية سليمة، الأول سلوك نمط الحياة الصحي الذي يشمل الغذاء والرياضة والمحافظة على الوزن، والثاني الوقاية من الأمراض بما لا يحققه سلوك نمط الحياة الصحي وحده كالامتناع عن التدخين وتعاطي المخدرات وإتباع وسائل السلامة من الحوادث والعدوى والاصابة بالأمراض في المنزل والشارع والعمل وأماكن الترفيه والسفر، والثالث معالجة المرض حال الإصابة.
أولى الأمور هي ما يشمله «هرمي» بإرشاداته، فالغذاء وتقدير كل إنسان حاجته منه تحدده أربعة أمور بعد معرفة أن الغذاء عبارة عن طاقة وهي ما يحتاجه الإنسان لبناء جسمه أولاً، ولعمل أعضائه المختلفة وقيامه بشتى أنشطة الحياة في الصحة أو المرض ثانياً. وتقاس بوحدة «كالوري» أو السعر الحراري، وهذه الأمور هي:
أولاً: الحاجة اليومية من الطاقة كل يوم نحتاج كمية من الطاقة تزود المرء بما يحتاجه جسمه للبناء والحياة، وهو ما يحدده أمران، الأول هو كمية مخزونه من الطاقة أي مقدار الوزن لديه سواء كان كافياً بمعنى أن الوزن طبيعي أو أن هناك فائضاً يزيد عن حاجته ويسبب له مشاكل صحية في الوقت الحالي وفي المستقبل، الأمر الذي يجب التخلص منه بطريقة سليمة عبر استهلاك الجسم له. فلو كان الوزن طبيعياً تناول المرء ما يسد حاجته اليومية من الطاقة التي يقوم بها في اليوم الواحد، ولو كان الوزن زائداً يتناول المرء كمية قليلة تجبر الجسم على بذل الجهد لتذويب مخزونه ويكون في الغالب أنسجة الشحم كالتي في الأرداف والبطن ومناطق أخرى من الجسم.
هذا الأمر الأول، أما الأمر الثاني فهو مقدار نشاطه البدني اليومي وحاجة بناء الجسم، فالطفل أو المراهق يحتاج ما يفوق حاجة كبير السن، وحاجة الشاب العامل في المصانع غير حاجة الشاب الذي يجلس على مكتبه لأداء عمل يأخذ جهداً ذهنياً أكثر من الجهد البدني.
ثانياً: كمية الطاقة في كل نوع من مكونات الغذاء هناك ثلاثة مكونات غذائية هي السكريات والبروتينات والدهون. فكل غرام من السكريات أو البروتينات يحتوى على 4.2 كيلوكالوري، وغرامات من الدهون 8.4 كيلوكالوري.
ثالثاً: نسبة المكونات في المنتج الغذائي معلوم أن المنتجات الغذائية لا توجد بهيئة صافية لكل منها على حدة إلا في النادر أو بطريقة مصنعة لكن الهيئات الطبيعية للمنتجات الغذائية مختلطة الأنواع بنسب متفاوتة، فلا يوجد بروتين صاف مثلاً أو سكريات صافية أو دهون صافية. فالحبوب والبقول واللحوم والبيض والفواكه والخضار كلها تحوى مزيجاً تختلف نسب ما فيه. هذا الأمر يستلزم معرفة وإدراك هذه المكونات في كل منتج غذائي.
رابعاً: مواصفات الوجبة الصحية يتم تشكيل الوجبات الصحية اليومية عبر تناول المواد الغذائية الأساسية كالبروتينات والسكريات والدهون إضافة إلى الأملاح والمعادن والفيتامينات بنسب مدروسة تلبي الحاجة اليومية. والتقسيم الصحي المعتمد من الهيئات الصحية العالمية كرابطة مرض السكري الأميركية ورابطة القلب الأميركية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية والبرنامج القومي للكولسترول الأميركي ومثيلاتها من الهيئات الأوروبية تنصح أن تشكل السكريات 55% من طاقة الغذاء اليومي والبروتينات 15% والدهون 35% على تفصيل في نسب كل مجموعة منها، ولا تتجاوز كمية الكولسترول 300 ملغ وتضاف الألياف الذائبة بكمية 30 غرام يومياً النصيحة بالإكثار من الخضار والفواكه الطازجة على وجه الخصوص وأن لا تتجاوز كمية الملح 5 غرامات يومياً.
فلو أخذنا الدهون على سبيل المثال فنجد أنها توجد في الطبيعة على أنواع هي الدهون المشبعة كالشحم الحيواني وزيت النخيل وجوز الهند، والدهون غير المشبعة الأحادية كزيت الزيتون والدهون العديدة غير المشبعة كزيت الذرة ودوار الشمس، كل نوع منها هناك نسبة له في مقدار 35% للدهون في الوجبة الغذائية الأهم منها أن لا تتجاوز الدهون المشبعة نسبة 20% منه.