مولود حديث يحل ضيفا على مائدة العشاء

حديث الولادة يحل ضيفاً على حفل عشاء أقامته أمه
لندن:
كانت سوزانا كندريك منهمكة في إعداد وجبة العشاء والقيام بواجب الضيافة على أكمل وجه لمدعوين إلى حفل العشاء الذي أقامته لهم، وفيما حرصت كل الحرص على أن تشيع روح البهجة والمرح وتعطر أجواء الجلسة، كانت في الوقت نفسه تشرف على تجهيز الطعام والطبخ بحيث تظل هي الأخرى تحت السيطرة تماماً.
بيد أن هذه المعلمة البالغة من العمر 29عاماً، التي كانت حبلى في شهرها التاسع، يبدو أنها أرادت أن تضفي بعداً جديداً وتضيف معنى جديداً يفضي إلى تعريف جديد لمصطلح المهام المتعددة من خلال مهمة أخرى - ذلك أنها، وبينما كانت تعد لتقديم الطبق الرئيسي (الكري الهندي) في الحفل، بدأت تشعر بإرهاصات آلام المخاض، وما هي إلا دقائق معدودات حتى دوت صرخة بريئة، وحل ضيف جديد قدم إلى الحياة للتو، فقد أنجبت سوزانا صغيرتها ترينتي التي بلغ وزنها لحظة ولادتها ستة أرطال وأوقية واحدة.
ومع ذلك، لم تنس سوزانا واجباتها في كرم الضيافة، حيث ظلت حتى آخر لحظة تصدر التوجيهات، وعندما كانت في طريقها إلى المستشفى الذي تم نقلها إليه كإجراء احترازي، أشارت إلى أن هنالك طعام في الثلاجة يتعين إضافته إلى مائدة العشاء.
وكانت سوزانا وزوجها بول البالغ من العمر 36عاماً - والذي يعمل وكيلاً عقارياً - قد أقاما حفل العشاء لأصدقائهما كآخر فرصة للتلاقي قبل أن تلد طفلها الثالث الذي لم تكن تتوقع قدومه قبل موعده، وكانت تمازح أصدقاءها وضيوفها أثناء حفل العشاء قائلة إن الطبق الرئيسي ربما يعجل بولادتها مستشهدة بالحكاية القديمة التي تقول إن الأطعمة المتبلة من شأنها حث الطلق وتعجيل الولادة.
وتحدثت سوزانا قائلة: "كان بول يسأل الضيوف عما إذا كانوا قد أحضروا معهم القفازات الطبية، كما أنهم أيضاً كانوا يضحكون من حكاية التوابل التي تدعم الحوامل، ولكننا لم نفكر البتة في أن الولادة ستحدث بالفعل، وكان الجميع يتحدث عن أن آلام المخاض تستمر في العادة لمدة أربع وعشرين ساعة، وليس لثماني دقائق فقط".
وأردفت تقول إنها شعر ببعض الوخزات بعد حوالي نصف ساعة من وصول أول ضيفين إلى مقر الحفل في منزلهما بمدينة هوف إيست سكس، وقد أهيب بها بأن تراجع مستشفى مقاطعة سكس الملكي في برايتون، فوافقت على ذلك، ومضت فقالت: "ذهبت إلى الطابق العلوي لإحضار حذائي عندما بدأت أشعر بتقلصات شديدة ولحق بي زوجي".
أما زميلتها في التدريس، آنا هاراب البالغة من العمر 34عاماً، فقد قامت على الفوز باستدعاء الإسعاف، ولكن المولود بدأ يخرج من الرحم قبل وصول الإسعاف، فأقدمت هاراب على رفعها إلى السرير بمساعدة بول، ثم سحبا الجنين بإتباع توجيهات كانت مأمورة الإسعاف تصدرها لهما عبر الهاتف، وقالت سوزانا إن كل ذلك حدث بسرعة البرق، وإن الولادة كانت شاقة، ولكن من دواعي سرورها أنها تمت بسرعة. أما آنا فقد أدلت بدلوها بقولها: "لقد كان الأمر مخيفاً بحق وحقيقة، وما كان لي أن أختار مساعدة امرأة في الولادة، ولكن عندما يبدأ ذلك في الحدوث، فإنه لا يمكنك التخلي عن صديقتك وهذا ما حدث مني، وقد كان بول هو أول من استقبل ابنته لحظة قدومها إلى الحياة"، وأردفت قائلة: "عندما خرجت سوزانا في طريقها إلى المستشفي برفقة بول مع ابنتهما، صاحت قائلة لنا إن هنالك طعاماً في الثلاجة".
وكانت سيارة الإسعاف قد وصلت بعد دقائق من الولادة وهرعت بالأم ومولودتها إلى المستشفى.