موضوع: زيادة معدلات الاصابة بحساسية الغذاء لدى الاطفال الثلاثاء يناير 15 2008, 23:56
لأنها قضية خطيرة تستدعي مراقبة الأم لوليدها الصغير قبل أن تتفاقم الحالة مع الأيام، يقول الدكتور عادل عاشور أستاذ طب الأطفال والوراثة بالمركز القومي المصري للبحوث إن من الضروري أن تراقب الأم استجابة طفلها لكل غذاء جيد يتناوله وملاحظة أية أعراض تحدث له وهل تختفي هذه الأعراض عند منعه من تناول هذا النوع من الغذاء من عدمه.. لأن أي نوع من الغذاء قد يسبب الحساسية في الرضع والأطفال خاصة اللبن والبيض والسمك والصويا والفول السوداني والمكسرات.. بل قد تنشأ لدى الرضيع حساسية أيضا من بعض الفواكه والخضراوات، والأخطر من ذلك هو وجود مسببات للحساسية في بعض الحلويات والوجبات المحفوظة ويطلق عليها “بروتينات الحساسية المخبأة”.
ويضيف الدكتور عاشور أن من الضروري الاهتمام بالرياضة الطبيعية وعدم إعطاء الوليد أي أغذية إضافية قبل بلوغه عمر 6 أشهر وهذه الأغذية مثل اللبن البقري والجاموسي والبيض والسمك خاصة الأطفال المعرضين وراثيا للحساسية.
ويؤكد د. عادل عاشور أن الرضيع يكون أكثر عرضة لحساسية الغذاء خلال عامه الأول لأن جسم الإنسان يملك وسائل لمقاومة تفاعلات الحساسية عند التعرض لغذاء جديد، وهي الغشاء المبطن للأمعاء والخلايا المناعية (ت) والتي تتعرف إلى البروتين الغريب، وعند الاطمئنان إلى أنه ينتمي إلى غذاء وليس إلى ميكروب فإنها تصدر أوامرها إلى جهاز المناعة بألا يبالغ في رد الفعل حتى لا تحدث تفاعلات الحساسية بأجهزة الجسم المختلفة.
وبالنسبة للرضع، قال ان هذه الوسائل الدفاعية تكون ضعيفة وغير ناضجة، فالجهاز الهضمي للوليد يتميز بنقص كمية حموضة المعدة وضعف إنزيمات الهضم ونقص كمية الأجسام المضادة المناعية (أ) والتي توجد بالغشاء المبطن للأمعاء فتقلل امتصاص بعض الآنتيجينات المسببة للحساسية وبهذا يكون اختراق المواد البروتينية المسببة للحساسية غير كاملة الهضم لأمعاء الرضيع في شهوره الستة الأولى أعلى بكثير من معدلاتها بعد هذه السن، إلى جانب أن الجهاز المناعي للرضيع لا يعمل بكفاءة فلا يستطيع أن يتعامل بصورة صحيحة مع المادة الغذائية التي تصل إليه بدلا من أن يتعرف إليها الجهاز المناعي ويتقبلها يبدأ في إفراز أجسام مضادة مناعية من النوع (ه) ضد بروتينات هذا الغذاء فتضطرب وظائف الخلايا المناعية (ت) وتفرز مواد تربك أعضاء الجسم الرضيع. ويضيف د. عاشور: إن حساسية الغذاء تكون أقل حدوثا لدى الطفل الذي يرضع لبن أمه فقط دون إمداده بأغذية إضافية في الأشهر الستة الأولى من عمره، لذلك ننبه لأهمية الرضاعة الطبيعية في حماية الطفل من حساسية الغذاء لأن لبن الأم يفرز عادة من نفس الجسم الذي خلق الله الطفل داخله والذي يتجانس تماما مع جهازه المناعي وخلايا أمعائه، هذا إلى جانب احتواء لبن الأم على خلايا مناعية وأجسام مضادة مناعية أيضا (أ) تحمي أمعاء الوليد من اختراق الكثير من الميكروبات والبروتينات الغريبة.
أما الأكزيما أو الحساسية الجلدية للرضع فهي أول أعراض حساسية الغذاء وتظهر في صورة احمرار وحبوب وخشونة بالخدين، ثم تنتشر في باقي الوجه أو على شكل قشور بفروة الرأس مع حدوث حكة شديدة وبكاء مستمر مع الرغبة في الهرش في الوجه وجلد الجسم، ويصاب الوليد بأرتيكاريا أو تورم وهذه الأعراض تستمر بصورة متقطعة طوال سن الطفولة.
ومن الأعراض أيضا الإصابات التي تحدث بالجهاز الهضمي في الأشهر الأولى من العمر مثل التهاب القولون والأمعاء الناتج عن بروتينات الغذاء فيعاني الطفل من المغص والقيء المستمر والإسهال ونقص في نسبة الهيموجلوبين وانتفاخ البطن وتكون زيادة الوزن بطيئة وهذا ناتج عن سوء الامتصاص الغذائي، وهذه الأعراض تبدأ عادة مع تناول لبن الأبقار في الأغذية كالزبادي أو المهلبية أو الحبوب المحضرة باللبن أو الأغذية المحتوية على بروتين الصويا والتي قد تصل إلى الرضيع عن طريق لبن الأم عند تناولها هذه الأغذية.
وبالنسبة للأطفال الأكبر سنا فقد يصابون أيضا بأعراض مماثلة بجهازهم الهضمي نتيجة الحساسية من البيض أو القمح أو السمك أو الشوفان أو الفول السوداني أو بعض لحوم الطيور، وقد تحدث لهم أعراض أخرى مثل التهاب المستقيم والقولون والأمعاء الدقيقة أو الالتهاب الحاد بالمريء والذي يظهر في صورة ارتجاع دائم للبن من المعدة إلى المريء ثم الفم مع المغص واضطراب النوم ليلا.
ومن الأعراض الأخرى لحساسية الغذاء ما يحدث بالفم والحلق، عند تناول الطفل بعض الفواكه والخضراوات في صورة حكة وتنميل وتورم بالشفتين واللسان وسقف الحلق.
وقد تصيب حساسية الغذاء الجهاز التنفسي إلا في 5% إلى 10% من الحالات لذلك ينبه د. عادل عاشور إلى ضرورة الإسراع في علاج اكزيما الجلد لدى الطفل قبل أن تبدأ لديه حساسية الجهاز التنفسي. أما العلاج كما يقول فهو الوحيد الذي يتم تشخيص نوع الغذاء المسبب للحساسية وتجنبه تماما في النظام الغذائي للطفل، على أن يراعى تعويضه بأطعمة أخرى لها نفس القيمة الغذائية حتى لا تتأثر صحة الطفل ومعدلات نموه، ويمكن إعطاؤه الفيتامينات والمعادن إذا لزم الأمر كما يمكن تجريد الأغذية المسببة للحساسية له بعد فترة زمنية مناسبة ولكن يجب أن يتم ذلك تحت الإشراف الطبي الدقيق لمعرفة ما إذا كان الطفل قد شفي أم لا، علما بأن الكثير من حساسية الغذاء تشفى خلال سنوات الطفولة، وهناك أيضا بعض الأدوية المعالجة من الحساسية ولكنها لا تزال تحت الدراسة بالنسبة لعلاج حساسية الغذاء.